حوار مع مغني الراب ومعتقل الرأي معاذ بلغوات-الحاقد- 'تحطم جدار الصمت'
سمية باك؟
محمد بلغوات
سمية مك ؟
فاطمة
نيميرو د لاكارط؟
لا أعرفه
و رقم زنزانتك ؟
هو أيضا ،نسيت كل شيء (يضحك)
هل أنت صعب المراس خلال الإستجوابات؟
لا،أبدا،كنت أجيب بكل أريحية عن الأسئلة التي كانوا يطرحونها علي،حتى عندما يطول الأمر إلى أكثر من ثماني ساعات،في حالتي،كنت أعلم أن النهاية محددة سلفا.
ماذا تفعل منذ خروجك من السجن؟
أعمل وأبني حياتي و أحاول الإستفادة قدر الإمكان،إجتزت إمتحان الباكالوريا لكنني لم أتوفق في الحصول عليه (يضحك).
في الأخير ....أنت كسول.
(يضحك) صدقني لم أتوفق حتى في التأهل للإمتحانات الإستدراكية ،لا أعتبر ذلك مشكلة،سأستمر في تكوين نفسي خارج الميدان الأكاديمي.
و الموسيقى إذن ؟
كتبت عددا لا بأس به من الأغاني في الآونة الأخيرة،كما تلقيت زيارة من طالب أمريكي يشتغل على موضوع 'النزاعات في العالم العربي'، ويغني الراب أيضا وقام بإعادة غناء إحدى مقطوعاتي بالدارجة ،لقد تأثرت كثيرا لهذا وقررنا أن نشتغل معا،قمت كذلك بإنتاج أغنية للتضامن مع مغني الراب التونسي Weld 15،والذي حوكم بسبب إحدى أغنياته حول البوليس.
إذن كلماتك دائما قاطعة وحادة ؟
أكثر مما مضى ،لا شيء تغير منذ 2011،ولكنني سوف أتطرق إلى مواضيع جديدة،وهذه المرة،سوف أشتغل مع ملحنين محترفين،وأفضل أن يتحدث عني الناس في المستقبل كفنان ،وليس فقط كمعتقل رأي.
ما موقفكم من الساحة الفنية الحالية للراب ؟
أعتقد أن 'موبيديك' من الفنانين القلائل الذين تجاوزوا مرحلة تشخيص الواقع المجتمعي من أجل محاولة الفهم و توجيه أصبع الإتهام إلى المسؤولين الذين قادونا إلى ما نحن عليه،وهذا هو الراب المغربي.
ما الذي إستفدته من التجربتين اللتان قضيتهما بالسجن ؟
لقد كانت بالنسبة لي تجربة إنسانية جد غنية ،إن السجن بمثابة نسخة مصغرة عن المغرب بكل الفوارق الموجودة في الخارج،فهناك سجناء من الدرجة الأولى و آخرون من الدرجة الثانية،قانون النقود والبيع والشراء،التنقل داخل أسوار السجن و التهريب بكل أنواعه،وكذلك الكثير من الإنسانية،أما اليوم ،فإني أعتبر السجن من الماضي البعيد.
هل عوملت بشكل جيد في السجن ؟
لقد كنت في زنزانة بقياس 2,80 م على 1,90م،مبدئيا،فإنها مخصصة لشخص واحد،ولكننا كنا ثلاثة أشخاص محشورين فيها بيننا رجل عجوز يقضي للمرة الثالثة عقوبة حبسية بسبب عدم تسديد واجبات النفقة،وشخصا آخر متهما خطأ بالقتل.
هل أحسستم أنهم أرادوا تحطيمكم نفسيا؟
بكل تأكيد ،في البداية كل من خالطتهم كانوا محكومين بعقوبات ،وفي أحد المرات ،وضعوني في زنزانة مع شخص قام بجريمة قتل في السجن شهرين قبل إطلاق سراحه ،ولكنني عالجت الوضعية.
هل إعتراك الخوف في بعض الأحيان؟
ترعرعي في حي شعبي أسعفني كثيرا في فهم لغة المعتقلين و إستباق تصرفاتهم،فقد وجدت نفسي إحدى المرات في نفس الزنزانة مع شاب قتل أربعة من أفراد أسرته ،وبدأ يفقد صوابه،طلبت أن يحال على مصحة نفسية لكن أحدا لم يهتم بحالته.
هل عرضت عليك صفقة أو شيء من هذا القبيل ؟
بالطبع،لقد طلب مني رجال البوليس ترك الراب وكل هذه النزاعات جانبا ،وأفهموني أنهم مستعدون لإعطائي كل ما أريد في المقابل،غيرأنني كنت أعلم أني محاكم سلفا.
هل إلتقيت بمعتقلين معروفين في السجن؟
لقد كونت صداقة مع عبد الحنين بنعلو ،المدير العام للمكتب الوطني للمطارات،والذي تحدثت معه كثيرا و إكتشفت على أنه رجل مثقف،أعتقد أنه دفع ثمن نظام دفع به عاليا قبل أن يوقع به للأرض،إلتقيت كذلك بخالد عليوة ،المدير السابق للقرض العقاري والسياحي،لقد بدا لي متكبرا و لا يتوقف عن الحديث عن ماضيه زمن الحسن الثاني،وقد عاش السجناء إطلاق سراحه المشروط بشكل سيء للغاية.
كيف كنت تقضي الوقت خلال فترة سجنك؟
أقرأ كثيرا،لقد اكتشفت أدب السجن،لكنني قرأت خصوصا روايات مكنتني من التحليق بعيدا عن زنزانتي،إلتهمت مؤلفات عبد الرحمان منيف،والكاتبة المغربية فتيحة مرشيد،علاء الأسواني،نجيب محفوظ ،أحلام مستغانمي ،لقد خلقت مكتبة صغيرة وضعتها تحت تصرف السجناء الآخرين.
هل تم دعمكم بعد خروجكم من السجن؟
نعم،ساعدني عدة أشخاص،بعضهم عرض علي فرصة عمل،وآخرون ساعدوني على التحضير لإمتحاناتي،لكنني قررت في الأخير أن أتخذ المبادرة وأصبح أكثر إستقلالية وإعتمادا على النفس وأسير حياتي كما أشاء.
هل فكرت إحدى المرات في مغادرة البلاد ؟
لقد مرت هذه الفكرة بكياني شهرين بعد مغادرتي أسوار السجن،ثم إنني قد إلتقيت هناك رجلا مسنا جد مثقف،بدأ في البكاء لما أفصحت له عن رغبتي في مغادرة البلاد قائلا:(إذا غادر كل الشباب فمن سيحمي المغرب؟)،منذ ذلك الحين قررت أن أعيش وأموت هنا.
هل تعتقد أن حركة 20 فبراير اليوم هي حركة ميتة لا حياة فيها؟
لا،إنها روح و حالة من الوعي تحوم على المغرب ما دامت هناك عدة أشياء تحتاج للتغيير،وسيأتي يوم ستبعث فيه هذه الحركة التي ليست ملكا لأحد،من أسفل الرماد تحت تسمية أخرى،لقد تحطم جدار الصمت.
هل بإمكانك العيش بمواردك الذاتية؟
كافية جدا،من أجل أن أعمل متى أشاء وبإستقلالية عن أي رئيس،وأعيش بقليل من النقود فلا شيء يهمني أكثر من حريتي،أستطيع أن أسافر متى أشاء وأركز على فني،في الأخير إنه عمل يمكنني من معرفة الناس و أبقى على إطلاع بآخر العبارات التي أستطيع تسخيرها في كتابة أغاني.
تقطن غير بعيد من مركز الأمن بحيك،ألا يضايقك رجال البوليس؟
حاليا لا،لا أحد طلب مني الرحيل أو شيء من هذا القبيل،لا أزعج أحدا وأحرص على نظافة محيطي.
أنت مغني راب ومعتقل رأي سابق في نفس الوقت،يجب أن تحقق نجاحات نسائية،أليس كذلك؟
ليس بالضرورة،لا أبحث عن شلة مشجعات زيادة على أنها مسألة تفاعل،فعندما أفكر في عدد المعتقلين المحاكمين بسبب عدم أداءهم للنفقة لزوجاتهم فإن ذاك يصيبني بالجنون.(يضحك).